هل تذكرين
قراءة لقصيدة قبس من نور
قرأتها في ديوان (أنين القوافي ) الذي صدر عام 2021م صفحة 167
للشاعر : علي الصيادي .
بدأ القصيدة بأسلوب الاستفهام : هل تذكرين تلك الأيام مع الأفراح التي كنا فيما مضى على شاطئ الدور؟ ويقصد قرية الدور التراثية في مملكة البحرين المطلة على البحر
(حتى ارتوى من نخبنا شوق الأقداح
والكون يرقص محتفي بك مسرور )
ويقصد بالنخب أخذ الشي المفيد بعناية وهو رصيد الأشواق
مشبهها بملء الكأس، والكون محتفي أي صار كل شيء جميلا ولا يشوبه توتر أو أي شعور بالقلق،
فعندما هبت ريح الخزامى؛ شبه طلتها عليه بريح الخزامى ، وهو نبات صحراوي ذو رائحة طيبة مع النسناس فاح العطر بمعنى أقبلت، وريح العطر يحتويها وصار القلب يرقص من الفرح ينتابه السرور الكامل
لأني كنت مشتاق لهذا التلاقي وكان من ضمن طموحي أي هدفي الذي أسعى من أجله، وهنا بعد ما أحس بالفراق أنشد يقول : (أحن إلى لقياك يا غادة الحور )
وهذا وصف للفتاة الرقيقة التي دائما تحب الدلال و وصف الحسن، وهي الأنوار التي تجتاح قلبه . جئتي قبس وهذا قبس من نور يا باشة الغيد. وهنا وصف الفتاة باللينة الناعمة وقال: (هجرك وصدك زاد في قلبي اجراح ) وجرح العشق ليس له دواء، ومن الهجر ابتح صوتي أي اختفى صوتي بعدما كان عاليا ومسموعا :
(وكنت أغني مثل بلبل وشحرور)
وجميل أن شبّه صوته بتغريد الطيور ولكن من البعد زاد الأنين، وخيم الحزن والحنين الذي هو أصبح عذابي وقهري .
ثم استخدم أسلوب الاستفهام التعجبي (كيف أستطيع ترميم جرحي وإصلاح ) اي كيف إعادة بناء تلك الجروح والبحث عن الإصلاح ، وجروح العشق لا يترمم إلا عند التلاقي ، ومادام كل شيء مضطربا وأنا عايش في سرداب العشق الذي ليس له أبواب إلا باب واحد فقط استخدم أسلوب النداء العاطفي( يا نوف عمري راح و الشيب قد لاح) بمعني قد حلّ والإنسان عندما يبكي لا يرد ما راح لجأ بعد ذلك إلى أسلوب الظرف المستفهم أي على استفهام مشروط يقول :(متى نعيش في الجنة ونرتاح) وصف احتوائي في عش فالدنيا عندما تظلم وجودك لي نور لا تتركيني أسلوب تعليل يترجى المحبوبة ألا تتركه بهذا العذاب فزيحي هذا الظلام يا نور وضاح
فإني عاشق مغرم متيم بهذا الحسن وأصبحت مجبورا وقال لها أن تأخذ الفكرة من الفلاح الذي يعشق عمله بجنون، ثم اقتبس الحكمة من الحميد ابن منصور
الشاعر اليمني المشهور الذي اشتهر بالحكمة والموروث الشعبي العامي ، ثم قدم لها النصح بألا تستشير إلا من كان ذا حكمة كالذي ذكره لها
وقال لها بعد موتي زغردي ، فعندما يعلم الحساد الشواني بموتي يفرحوا، ثم أتى إلى أبيات القفلة أو الختام بعد الموت سوف تتجاوز كل هذه الوساوس
وتتضح شلة الدجل أي مجموعة أصدقاء السوء
وأنت بعد التبيان سوف تتضح لك الصورة من كان فاهما للحياة بتمجيد الحبيب ومن زرعوا فيك الشكوك ولكن لا تنسي أن تكتبي عني أني كنت فاهما ولكن بعد أن أصير مقبورا
فيقول :( حطي على قبري دفاتر والواح وسجلي فيها عبارت وسطور ،قولي : حبيبي كان فاهم ولمّاح ،
وصح لسانك أيها الفارس .
بقلم : عبده المحيّا
التعليقات
دام قلمك زاخر بالعطاء ايه الأخ العزيز والصدق الصدوق
أضف تعليق